اللي شاف شي يكول باع
هذه الأيام لا صوت يعلو على ثغاء الخرفان. إنه رجل السنة بامتياز، خصوصا وأن نجمه، أو على الأرجح قرونه، تظهر مع نهاية السنة. بعض شركات القروض كشفت عن خيال خصب لكي تفتح شهية المواطنين على الاقتراض منها لاقتناء الخروف. إحداها رسمت على أحد الإعلانات المعلقة على لوحات منير الماجدي، خروفا واقفا على رجلين، ممسكا بطرف كارطونة «يسوط» بها على «شواية». وطبعا لا تقول لنا الشركة المانحة للقروض ماذا يشوي الخروف فوق «الفاخر». لا حاجة بهم لكي يقولوا كل شيء، لأن الجميع يعرف أن المشوي الحقيقي في كل هذه الحكاية هو المواطن المسكين الذين سيرهن نفسه سنة كاملة بالبنك من أجل أن يأكل «بولفاف» يوم العيد.
شركة أخرى ذهب خيالها بعيدا فرسمت كبشا هابطا من السماء بالمظلة. ويبدو أن أصحاب الفكرة أرادوا استلهام القصص القرآني في تواصلهم مع زبائنهم، خصوصا قصة إبراهيم الخليل عليه السلام الذي رأى أنه يذبح ابنه في المنام، فصدق الرؤيا وهم بذبح ابنه في الصباح، فأنزل عليه الله كبشا من السماء جزاء له على تصديقه للرؤيا.
لكن الفرق بين الرؤيات البنكية والرؤيا النبوية هو أنك إذا صدقت الأولى تتنزل عليك «طريطات» نهاية كل شهر وطيلة سنة أو أكثر من البنك، ولن ينزل عليك أي خروف من السماء. والغريب في إعلانات شركات القروض هذه أنها تجعل الزبون يعتقد أن الشركة لن تربح معه أي فلس في هذا القرض، وأن مصلحته كزبون هي العليا، وأنهم يساعدونه لوجه الله في هذه المناسبة الدينية المباركة. خصوصا أنك عندما تدقق النظر في قيمة الأقساط التي يجب أن تسدد للبنك تلاحظ أنها نفس قيمة القرض، وأنهم لم يزيدوا عليك درهما واحدا. فكيف تعيش هذه الشركات إذا كان هدفها هو الإحسان إلى الزبائن وتيسير أمورهم بإقراضهم المال في ساعة الشدة لإرجاعه بالتقسيط وبدون «متيريس».
السر يوجد في تكاليف الملف التي يجب أن يدفعها الزبون عندما يتقدم بطلب القرض. ومثلا مقابل قرض بثلاثة آلاف درهم يكون الزبون مضطرا لدفع 180 درهما كتكاليف لملف القرض. وعندما نقارن هذا المبلغ بقيمة القرض الإجمالي نجد أنه يمثل نسبة ربح بالنسبة للشركة تفوق عشرة بالمائة. أي أكثر من نسبة الفائدة العادية في البنوك. شكون الحولي هنا، الخروف أم المواطن ؟
وعندما نتساءل من هو الخروف الحقيقي هل هو الإنسان أم الحيوان، فليس من باب السخرية، فقد رأينا كيف أن البعض بدأ العيد قبل الأوان و«عيد» على زوجته. وبالأمس شهد أحد شوارع الدار البيضاء مشهد إعادة تمثيل جريمة نحر أحدهم لزوجته وأم أطفاله. وفي قيادة تونفيت بإقليم خنيفرة أمسك ثلاثة تلاميذ قبل أمس بخناق أستاذ الاجتماعيات بثانوية موسى ابن نصير وطرحوه أرضا بينما استل أحدهم سكينا ونحره من الوريد. ولولا أن الأستاذ المذبوح وجد من ينقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات للفظ أنفاسه مذبوحا فوق أرضية القسم.
المشكلة أن التلاميذ الثلاثة معروفون بجديتهم وحسن سلوكهم، لكنهم يوم النحر كانوا في حالة غريبة. والأكيد أنهم كانوا «مقرقبين». فلكي يقرر فجأة ثلاثة تلاميذ معروفون بسلوكهم المنضبط مهاجمة أستاذهم ونحره من الوريد بسكين، فلا بد أن يكونوا «واكلين شي حاجة من غير الخبز». المشكلة هي من أين لهؤلاء التلاميذ في قرية فقيرة كتونفيت غارقة هذه الأيام وسط الثلوج لا يوجد فيها حتى الخبز، بالقرقوربي أو المعجون أو الماحيا.
والظاهر أن المغاربة أصبحوا يبحثون عن «الدوخة» بأي ثمن، حتى ولو كلفتهم حياتهم. وفي الرماني مات بداية الأسبوع أربعة متشردين بعد شربهم «لانكول» مائة درجة، بينما أصيب أحدهم بالعمى ويرقد آخرون في المستعجلات.
وفي إحدى ثانويات الدار البيضاء كانت تلميذة تتابع الدرس هذا الأسبوع إلى أن سقطت مغشية عليها بسبب جرعة زائدة من المعجون. وفي كثير من مدن المغرب يتناقل المواطنون شريطا مصورا بالهاتف لتلميذة يجتمع حولها زملاؤها ويشاهدونها وهي ترقص وتتعرى قطعة قطعة وهي في حالة تخدير.
ويوميا نسمع عن اعتقال عصابات لمروجي القرقوبي والمعجون ومخدرات تحمل أسماء غريبة مثل «الحريزية» و«شكيليطة» و«بربوقة» تجعل كلها من أبواب المدارس والإعداديات والثانويات أسواقا مفتوحة لجر المراهقين والمراهقات للإدمان.
في الواقع إذا كان هناك من أضحية في المغرب اليوم فليس الخرفان وإنما هم هذا الجيل الذي يتعرض لأعنف وأخطر وأشرس حرب على توازنه النفسي والعقلي والجسماني.
فتيات في عمر الزهور يجدن فتل «الجوانات» أكثر مما يجدن فتل جدائل شعورهن. وفتيان لم ينبت الزغب بعد على وجوههم يجربون مضمضة أفواههم بالبيرة وكؤوس الروج أمام أبواب المدارس قبل الالتحاق بأقسامهم. أما المعجون فقد أصبح أمام المدارس مثل الشريحة في المقابر، يكاد يوزع بالمجان. وبسببه أصبحت حصص الدروس حصصا للضحك الجنوني والهستيري. ويا ويل الأستاذ إذا حاول «تخسار» هذا النشاط بدروسه المملة حول الحرب العالمية أو معاهدة الحلفاء، لأنه قد يجد نفسه فجأة « مرفوع «مرابعة» و«مرضوخ» مع الأرض، وإذا كانت «لاضوز» عند التلاميذ تتجاوز الحد فمن الممكن أن يضحي به أحدهم كما فعلوا بأستاذ الاجتماعيات في تونفيت.
إن أخطر ما يتهدد المغرب ليس الشيخوخة ولكن شيخوخة أبنائه قبل الأوان. والمخدرات والسجائر والشيشة والكحول والمصائب السوداء التي يتدرب المراهقون والمراهقات اليوم على تعاطيها أمام أبواب المدارس وفي دهاليز المقاهي المنتشرة كالفطر في مدننا، ستترك لنا في السنوات القليلة القادمة جيشا من المدمنين والمرضى الذين سيصبحون عالة على أسرهم وعلى المجتمع.
إن مقاهي الشيشة هي البوابة الأولى للمراهقات على عالم الدعارة. ومنذ الرشفة الأولى للشيشة تكون المراهقة قد وضعت أولى خطواتها داخل عالم يختفي وراء دخانه الكثيف سماسرة وجزارون يبيعون ويشترون في اللحم الطري للأضحيات الصغيرات. فهؤلاء السماسرة يبدؤون مخططهم بإلصاق «البلية» في المراهقين مجانا، وبعد ذلك ينتظرون عودتهم بعدما تكون «البلية» قد تحكمت فيهم. وعندها تبدأ المساومات. فالمراهقون يفتقرون في الغالب للمال من أجل اقتناء «القرقوبي» والمعجون وشرب الشيشة، وهكذا تبدأ المقايضة. اللحم مقابل التخدير. وهكذا أصبحت الدعارة في المغرب حسب آخر الإحصائيات تبدأ من تسع سنوات فما فوق. وهذه ليست فقط مشكلة اجتماعية وإنما كارثة وطنية يجب الاعتراف بها أولا ثم محاربتها والقضاء عليها ثانيا.
ليس هناك اليوم منظر أقسى من منظر هؤلاء المراهقين والمراهقات الذين يسيرون ببطء مثل خرفان نحو مسلخ الإدمان. فنسب تعاطي التدخين والمخدرات بجميع أنواعها وصلت إلى مستويات مخيفة. وأصبح الأساتذة غير قادرين على الحديث مع تلاميذهم مخافة أن يشهر أحد «المقرقبين» منهم سيفا أو خنجرا و«يحنك» له وجهه. في زمننا كنا نرتعش لمجرد رؤية الأستاذ يدخل إلى القسم، أما اليوم فقد أصبح الأستاذ هو الذي يرتعش خوفا عندما يدخل إلى القسم. خصوصا وأن القضية «ولا فيها الذبيح».
والمصيبة أنه حتى الخرفان لم تفلت من كارثة «القرقوبي». فقد اخترع بعض مساخيط الوالدين حيلة جهنمية للنصب على «الكسابة البوجاديين» الذين يعرضون أكباشهم للبيع في الأسواق. وبمجرد ما يلمحون ضحية مناسبة حتى يقتربون منها ويفعلوا كما لو أنهم يتفقدون أسنان الخروف، بينما هم في الواقع يدسون له حبتين من «القرقوبي» في فمه. ثم يبتعدون عنه ويجلسون بانتظار أن يفعل «القرقوبي» فعله. وبعد خمس دقائق يبدأ الخروف في «التركال» وإخراج «كشكوشته». فيتقدم المساخيط من الكساب ويطلبون منه بيع المصيبة قبل أن يموت بين يديه. فيشترونه من عنده بربع ثمنه، ويختفون عن الأنظار. أما وصفتهم الطبية لتطيير مفعول «القرقوبي» من الخروف فهي فتح فمه وإفراغ لتر من «والماس» في جوفه حتى تتنفس أمعاؤه ويسترجع وعيه. فيعيدونه إلى السوق ويبيعونه بثمنه الحقيقي.
واللي شاف شي يكول باع.
شركة أخرى ذهب خيالها بعيدا فرسمت كبشا هابطا من السماء بالمظلة. ويبدو أن أصحاب الفكرة أرادوا استلهام القصص القرآني في تواصلهم مع زبائنهم، خصوصا قصة إبراهيم الخليل عليه السلام الذي رأى أنه يذبح ابنه في المنام، فصدق الرؤيا وهم بذبح ابنه في الصباح، فأنزل عليه الله كبشا من السماء جزاء له على تصديقه للرؤيا.
لكن الفرق بين الرؤيات البنكية والرؤيا النبوية هو أنك إذا صدقت الأولى تتنزل عليك «طريطات» نهاية كل شهر وطيلة سنة أو أكثر من البنك، ولن ينزل عليك أي خروف من السماء. والغريب في إعلانات شركات القروض هذه أنها تجعل الزبون يعتقد أن الشركة لن تربح معه أي فلس في هذا القرض، وأن مصلحته كزبون هي العليا، وأنهم يساعدونه لوجه الله في هذه المناسبة الدينية المباركة. خصوصا أنك عندما تدقق النظر في قيمة الأقساط التي يجب أن تسدد للبنك تلاحظ أنها نفس قيمة القرض، وأنهم لم يزيدوا عليك درهما واحدا. فكيف تعيش هذه الشركات إذا كان هدفها هو الإحسان إلى الزبائن وتيسير أمورهم بإقراضهم المال في ساعة الشدة لإرجاعه بالتقسيط وبدون «متيريس».
السر يوجد في تكاليف الملف التي يجب أن يدفعها الزبون عندما يتقدم بطلب القرض. ومثلا مقابل قرض بثلاثة آلاف درهم يكون الزبون مضطرا لدفع 180 درهما كتكاليف لملف القرض. وعندما نقارن هذا المبلغ بقيمة القرض الإجمالي نجد أنه يمثل نسبة ربح بالنسبة للشركة تفوق عشرة بالمائة. أي أكثر من نسبة الفائدة العادية في البنوك. شكون الحولي هنا، الخروف أم المواطن ؟
وعندما نتساءل من هو الخروف الحقيقي هل هو الإنسان أم الحيوان، فليس من باب السخرية، فقد رأينا كيف أن البعض بدأ العيد قبل الأوان و«عيد» على زوجته. وبالأمس شهد أحد شوارع الدار البيضاء مشهد إعادة تمثيل جريمة نحر أحدهم لزوجته وأم أطفاله. وفي قيادة تونفيت بإقليم خنيفرة أمسك ثلاثة تلاميذ قبل أمس بخناق أستاذ الاجتماعيات بثانوية موسى ابن نصير وطرحوه أرضا بينما استل أحدهم سكينا ونحره من الوريد. ولولا أن الأستاذ المذبوح وجد من ينقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات للفظ أنفاسه مذبوحا فوق أرضية القسم.
المشكلة أن التلاميذ الثلاثة معروفون بجديتهم وحسن سلوكهم، لكنهم يوم النحر كانوا في حالة غريبة. والأكيد أنهم كانوا «مقرقبين». فلكي يقرر فجأة ثلاثة تلاميذ معروفون بسلوكهم المنضبط مهاجمة أستاذهم ونحره من الوريد بسكين، فلا بد أن يكونوا «واكلين شي حاجة من غير الخبز». المشكلة هي من أين لهؤلاء التلاميذ في قرية فقيرة كتونفيت غارقة هذه الأيام وسط الثلوج لا يوجد فيها حتى الخبز، بالقرقوربي أو المعجون أو الماحيا.
والظاهر أن المغاربة أصبحوا يبحثون عن «الدوخة» بأي ثمن، حتى ولو كلفتهم حياتهم. وفي الرماني مات بداية الأسبوع أربعة متشردين بعد شربهم «لانكول» مائة درجة، بينما أصيب أحدهم بالعمى ويرقد آخرون في المستعجلات.
وفي إحدى ثانويات الدار البيضاء كانت تلميذة تتابع الدرس هذا الأسبوع إلى أن سقطت مغشية عليها بسبب جرعة زائدة من المعجون. وفي كثير من مدن المغرب يتناقل المواطنون شريطا مصورا بالهاتف لتلميذة يجتمع حولها زملاؤها ويشاهدونها وهي ترقص وتتعرى قطعة قطعة وهي في حالة تخدير.
ويوميا نسمع عن اعتقال عصابات لمروجي القرقوبي والمعجون ومخدرات تحمل أسماء غريبة مثل «الحريزية» و«شكيليطة» و«بربوقة» تجعل كلها من أبواب المدارس والإعداديات والثانويات أسواقا مفتوحة لجر المراهقين والمراهقات للإدمان.
في الواقع إذا كان هناك من أضحية في المغرب اليوم فليس الخرفان وإنما هم هذا الجيل الذي يتعرض لأعنف وأخطر وأشرس حرب على توازنه النفسي والعقلي والجسماني.
فتيات في عمر الزهور يجدن فتل «الجوانات» أكثر مما يجدن فتل جدائل شعورهن. وفتيان لم ينبت الزغب بعد على وجوههم يجربون مضمضة أفواههم بالبيرة وكؤوس الروج أمام أبواب المدارس قبل الالتحاق بأقسامهم. أما المعجون فقد أصبح أمام المدارس مثل الشريحة في المقابر، يكاد يوزع بالمجان. وبسببه أصبحت حصص الدروس حصصا للضحك الجنوني والهستيري. ويا ويل الأستاذ إذا حاول «تخسار» هذا النشاط بدروسه المملة حول الحرب العالمية أو معاهدة الحلفاء، لأنه قد يجد نفسه فجأة « مرفوع «مرابعة» و«مرضوخ» مع الأرض، وإذا كانت «لاضوز» عند التلاميذ تتجاوز الحد فمن الممكن أن يضحي به أحدهم كما فعلوا بأستاذ الاجتماعيات في تونفيت.
إن أخطر ما يتهدد المغرب ليس الشيخوخة ولكن شيخوخة أبنائه قبل الأوان. والمخدرات والسجائر والشيشة والكحول والمصائب السوداء التي يتدرب المراهقون والمراهقات اليوم على تعاطيها أمام أبواب المدارس وفي دهاليز المقاهي المنتشرة كالفطر في مدننا، ستترك لنا في السنوات القليلة القادمة جيشا من المدمنين والمرضى الذين سيصبحون عالة على أسرهم وعلى المجتمع.
إن مقاهي الشيشة هي البوابة الأولى للمراهقات على عالم الدعارة. ومنذ الرشفة الأولى للشيشة تكون المراهقة قد وضعت أولى خطواتها داخل عالم يختفي وراء دخانه الكثيف سماسرة وجزارون يبيعون ويشترون في اللحم الطري للأضحيات الصغيرات. فهؤلاء السماسرة يبدؤون مخططهم بإلصاق «البلية» في المراهقين مجانا، وبعد ذلك ينتظرون عودتهم بعدما تكون «البلية» قد تحكمت فيهم. وعندها تبدأ المساومات. فالمراهقون يفتقرون في الغالب للمال من أجل اقتناء «القرقوبي» والمعجون وشرب الشيشة، وهكذا تبدأ المقايضة. اللحم مقابل التخدير. وهكذا أصبحت الدعارة في المغرب حسب آخر الإحصائيات تبدأ من تسع سنوات فما فوق. وهذه ليست فقط مشكلة اجتماعية وإنما كارثة وطنية يجب الاعتراف بها أولا ثم محاربتها والقضاء عليها ثانيا.
ليس هناك اليوم منظر أقسى من منظر هؤلاء المراهقين والمراهقات الذين يسيرون ببطء مثل خرفان نحو مسلخ الإدمان. فنسب تعاطي التدخين والمخدرات بجميع أنواعها وصلت إلى مستويات مخيفة. وأصبح الأساتذة غير قادرين على الحديث مع تلاميذهم مخافة أن يشهر أحد «المقرقبين» منهم سيفا أو خنجرا و«يحنك» له وجهه. في زمننا كنا نرتعش لمجرد رؤية الأستاذ يدخل إلى القسم، أما اليوم فقد أصبح الأستاذ هو الذي يرتعش خوفا عندما يدخل إلى القسم. خصوصا وأن القضية «ولا فيها الذبيح».
والمصيبة أنه حتى الخرفان لم تفلت من كارثة «القرقوبي». فقد اخترع بعض مساخيط الوالدين حيلة جهنمية للنصب على «الكسابة البوجاديين» الذين يعرضون أكباشهم للبيع في الأسواق. وبمجرد ما يلمحون ضحية مناسبة حتى يقتربون منها ويفعلوا كما لو أنهم يتفقدون أسنان الخروف، بينما هم في الواقع يدسون له حبتين من «القرقوبي» في فمه. ثم يبتعدون عنه ويجلسون بانتظار أن يفعل «القرقوبي» فعله. وبعد خمس دقائق يبدأ الخروف في «التركال» وإخراج «كشكوشته». فيتقدم المساخيط من الكساب ويطلبون منه بيع المصيبة قبل أن يموت بين يديه. فيشترونه من عنده بربع ثمنه، ويختفون عن الأنظار. أما وصفتهم الطبية لتطيير مفعول «القرقوبي» من الخروف فهي فتح فمه وإفراغ لتر من «والماس» في جوفه حتى تتنفس أمعاؤه ويسترجع وعيه. فيعيدونه إلى السوق ويبيعونه بثمنه الحقيقي.
واللي شاف شي يكول باع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق