الخميس، 12 نوفمبر 2009

تلغرامات

تلغرامات

هذه التلغرامات تحكي أخبارا وطرائف لا شيء يجمع بينها سوى أنها حقيقية مائة بالمائة تقع في بلاد اسمها المغرب الذي تعتبره وزارة السياحة أجمل بلد في العالم.
«قامت المندوبية السامية للمياه والغابات برفع دعوى قضائية ضد حيوانات الحديقة الوطنية من أجل إفراغ الحديقة الوطنية من هذه الحيوانات وذلك (حسب المندوبية) من أجل احتلال ملك الغير بدون حق ولا سبب. ويأتي رفع هذه الدعوى من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات سنة 2005 في خرق سافر لقانون «الغاب» بعد أن تبين لهذه المندوبية أن العقار الممتد على مساحة 50 هكتارا المقام عليه الحديقة الوطنية بمدينة تمارة، تعود ملكيته إلى إحدى الشركات التي تتوفر على سند الملكية يعود تاريخه إلى عهد الاستعمار الفرنسي الغاشم للمغرب. ومن المنتظر أن يتسبب هذا الإفراغ في تشريد جميع حيوانات هذه الحديقة والتي يعود أصل بعضها لبلدان شقيقة وصديقة حصلت سابقا على حق اللجوء الطبيعي. وهكذا سوف تجد العديد من الحيوانات غير المألوفة مرمي بها في الشارع العام إلى جانب حيوانات مشردة أخرى كالقطط والكلاب مما سيتسبب في إحداث ضغط على المواد الغذائية المتوفرة في المزابل العمومية والتي تعرف في الآونة الأخيرة ندرة وارتفاعا في أسعارها. ولمواجهة هذه الأزمة الطارئة فقد تم تشكيل تنسيقية حيوانية مشكلة من العديد من الجمعيات الحيوانية من أجل فتح حوار جاد ومسؤول مع البيطري السامي للمياه والغابات ومحاورة التصحر (والذي هو بالمناسبة يتوفر على دبلوم الدراسات العليا في رعاية الحيوانات للأسف) من أجل إيجاد حل جذري لهذه الأزمة عبر توفير أقفاص اقتصادية لهذه الحيوانات ومؤقتا عبر تشغيل هذه الحيوانات في السيرك وساحة جامع الفنا. كما علم من مصدر مطلع (زعما طالع ليه الخز) أن هذه التنسيقيات رفضت التعويض الممنوح للحيوانات المحدد في أقل من 800،00 درهم للمتر المربع علما أن هذه الشركة «المالكة» تبيع المتر المربع بأكثر من 18000،00 درهم. سطوب».
هذا التليغرام من «عامل فنيسيو» سابق، قرر أن يفضح ما يجري خلف جدران المعامل، لتحديد المسؤولية في محرقة ليساسفة وغيرها من المحارق أمام صمت المسؤولين والأحزاب.
«منذ قسم الرابع ابتدائي إلى التاسع أساسي، حينما كانت تتوجه العائلات بصحبة أبنائها إلى المنتجعات الصيفية، كانت وجهتي هي معامل الدار البيضاء. كنت أتقاضى 50 درهما مقابل 56 ساعة أسبوعيا. أتذكر جيدا كيف كلفني شراء سروال أسبوعين من الشغل بعشرين درهما. آنذاك تعرفت عن قرب على السلم الحرفي لكل عامل في هذه الأقبية.
تبدأ القصة دائما عندما تأتي الأم وتطرق باب المعمل، يفتح الباب فتقول الأم مترجية «خصكم أولدي شي بنت فالفنيسيو، ها بنتي عندها 14 عام وبغيت نخدمها عندكم». إذا كانت الأم محظوظة يتم تشغيل ابنتها مقابل 80 إلى 180 درهما في الأسبوع في سلم وظيفي اسمه «بنت الفنيسيو». وإذا أتقنت تنفيذ الأوامر تمر بعد سنة أو سنتين لتترقى في الوظيفة لتصبح «بنت السورجي»، ويصبح راتبها 250 درهما في الأسبوع.
وبعد ثلاث سنوات تصل إلى أعلى مستوى في السلم الإداري وتصبح «خياطة» تتقاضى 350 درهما في الأسبوع. هذا هو المسار العادي، طبعا دون أن نذكر التحرش الجنسي والاغتصاب وعدم تلقي الأجور.
مسار الذكور لا يختلف عن مسار الإناث. بعد اجتياز كل المراحل يطالبون بأن يصبحوا «عطاشة» ليتخلى عنهم الباطرون. بعضهم يشتري سيفا ويسقط في أحضان الإجرام والبعض الآخر يربي لحية ويسقط في أحضان المتطرفين.
الباطرون الناجح يعرف السوق جيدا. المقدم ومفتش الشغل ورجال الضريبة، كل وثمنه. المقدم 100 درهم، مفتش الشغل 500 درهم زائد جاكيطة، ورجال الضريبة (هادو ضربتهم صحيحة). الدولة تنظر إلى هؤلاء العمال على أنهم بوزبال، والنقابات تنظر إليهم كذباب السوق.
هذه الفئة الكادحة من الشعب تختار بعد عقدين أو ثلاثة من الزمن المغادرة الطوعية. ليس طمعا في معاش أو تعويض، لكن بسبب أمراض مزمنة كالضيقة والحساسية وضعف البصر. يتخلى عنهم الباطرون والنقابة والدولة، مع أن بذل الدولة الرسمية تصنع في هذه المعامل. والدولة لا يهمها أن تعرف كم من قاصر اشتغل في صناعة هذه البذل وهل يتقاضى العمال الحد الأدنى للأجور، وهل معايير السلامة متوفرة أو لا. سطوب».
«في العطلة الماضية زارتنا زوجة أخي الأمريكية في مدينة القنيطرة. وكما لا يخفى عليكم فالصيف في المغرب يعني التلذذ بالفواكه الموسمية كالمشمش والبرقوق والدلاح. المهم أن الأمريكية «غلقت» كثيرا من هذه الفواكه، لكن أمعاءها لم تحتمل وجع البرقوق وما جاوره. فأصيبت بالإسهال الحاد ونوبة من القيء. فاضطررنا إلى نقلها إلى قسم المستعجلات بمستشفى الشريف الإدريسي. وعند وصولنا لم يكترث بنا أحد، رغم أنهم سمعوا «زواكة» السيارة. كل ما سمعناه من الممرض المداوم هو أن الطبيب مشغول، وكرر هذه الجملة ثلاث مرات. وبسبب سوء حالة الأمريكية اقتحمت غرفة الطبيب فوجدته يتحدث في الهاتف، نظر إلي وأمرني بالانتظار لأنه مشغول. المهم أن أعصابي لم تعد تحتمل أكثر، خصوصا أنني خجلت من واقع الصحة في بلدي أمام الأجنبية. إلى درجة أنها عندما سألتني ما المشكلة، قلت لها أن الطبيب مشغول بتقديم الإسعاف لحالة أخرى أشد خطورة.
عندها ناولتني الأمريكية بطاقة ائتمان بنكية وطلبت مني أن أحملها إلى أية مصحة خاصة. توجهنا إلى مصحة (...). كانت الإسعافات الأولية في المستوى بانتظار قدوم الطبيب المختص. بعد غسيل المعدة وزوال الألم، دخلت غرفة المريضة من أجل الاطمئنان على حالتها، فإذا بي أجد الطبيب نفسه الذي طردني من «سبيطار المخزن». مع فارق بسيط هو أنه كان يبتسم هذه المرة. ابتسامة كلفتنا ألفي درهم، نصفها ذهب إلى صندوق المصحة ونصفها الآخر ذهب إلى جيب الطبيب. كما تقول ذلك الفاتورة. سطوب».
نختم بهذا التلغرام القادم من عمالة الفدا درب السلطان. ففي إرسالية تحمل رقم 24/52 بتاريخ 7 ماي 2008 توصل مجلس مدينة الدار البيضاء من السيد خالد سفير عامل صاحب الجلالة على عمالة الفدا درب السلطان بطلب لدعم الدورة الأولى لمهرجان زواج الذي سيقام بداية يوليوز المقبل.
ويطلب سعادة العامل من ميزانية المجلس مبلغ 160 مليون سنتيم. بعد أن تعهد مجلس العمالة بدعمه بمائة مليون ومجلس الجهة بمائة مليون وجهات أخرى وعدت بتقديم 175 مليونا إضافية. بمعنى أن ميزانية «مهرجان زواج» قد تصل إلى 500 مليون سنتيم.
وخلال المهرجان ستقام مسابقات في الحلاقة بين الشباب، وسيتم اختيار ستة فائزين من الذكور وستة من الإناث، وستكون الهدية هي تزويجهم.
وإلى حدود الساعة لا أحد يعرف ما إذا كان مجلس المدينة، الذي صرف ستين مليون سنتيم كتعويض لعائلات ضحايا «محرقة ليساسفة»، سيدفع 160 مليونا التي يطلبها العامل لمهرجان زواج أم لا. أما مجلس العمالة الذي «تبرع» لعائلات ضحايا المحرقة بالزيت والسكر والطحين، فيبدو أنه ذاهب في جمع مبلغ 100 مليون المطلوبة للمهرجان الذي يكشف أن وظيفة «الخطابة والنكافة» أصبحت من الوظائف الجديدة للعمالات في المغرب المعاصر. سطوب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق